قال تعالى في سورة الجمعة : { فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)
قال تعالى : { فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله) أي : لطلب المكاسب والتجارات ،
ولما كان الإشتغال في التجارة مظنة الغفلة عن ذكر الله ، أمر الله بالإكثار من ذكره ، فقال : {واذكروا الله كثيرا} أي : في حال قيامكم وقعودكم وعلى جنوبكم (لعلكم تفلحون) فإن الإكثار من ذكر الله أكبر أسباب الفلاح . ?( سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله )
• قال تعالى : {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما} ،
{انفضوا إليها} أي : خرجوا من المسجد حرصا على ذلك اللهو وتلك التجارة وتركوا الخير ، وتفرقوا عنك {وتركوك قائما} تخطب الناس ، وذلك في يوم جمعة ، بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب ، قدمت عير إلى المدينة ، فابتدرها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إثنا عشر رجلا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [والذي نفسي بيده ، لو تتابعتم حتى لم يبق منكم أحدا لسال ، بكم الوادي نارا ]
ونزلت هذه الآية. {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما} ،
{قل ما عند الله خير} أي : من الأجر والثواب لمن لازم الخير ، وصبر نفسه على عبادة ربه ، {خير من اللهو والتجارة} وليس الصبر على طاعة الله مفوتا للرزق ، فإن الله خير الرازقين ، فمن اتقى الله رزقه من حيث لا يحتسب .