عيناوي مشرف
عدد الرسائل : 142 العمر : 36 الهوايات : كرة القدم المزاج : جيد جدا تاريخ التسجيل : 28/10/2007
| موضوع: مثال الايمان الخميس يوليو 17, 2008 9:30 pm | |
| ظل هذا الأمر الجدلي الخطير تكمن عظمة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وموقفها في مسجد والدها (صلى الله عليه وآله)، إذ زهدت في دنياها، ولكنها خطبت خطبة عظمى، متكاملة في وألفاظها ومعانيها ومنهجها في سرد الوقائع والمجريات التاريخية. ابتدأتها بالشكر لله تعالى على ما انعم، ثم عظمت دور والدها في هداية المسلمين من بعد تخلفهم واستهداف الأمم لهم. ثم بعد ذلك عرفت بنفسها وأمير المؤمنين علي (عليه السلام) حتى أشارت إلى موقف التشريع من الإرث والإمامة، والانقلاب الخطير على الأعقاب اثر وفاة والدها. ثم العاقبة التي تنتظر رجال الانقلاب وتيارهم الفكري. ولو استقرأنا نص كلمة الزهراء (عليها السلام) وظرفها التاريخي وعادات الناس وتقاليدهم وقيمهم وأعرافهم، وما للخطبة من دور عظيم في رسم عالم المعرفة والفكر في تلك الحقبة الإسلامية الأولى، لوجدنا أن الزهراء (عليها السلام) قد حققت تفوقا تاريخيا فريدا بنص خطبتها وتوقيتها، أسس لمسار تاريخي جديد واضح المعالم، لا لبس فيه، برغم ميزان القوى الذي رجح لصالح غير آل محمد (عليهم السلام)، وقلة في أنصار ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) وتكالب الويلات على أتباعهم وأنصارهم. إن الزهراء (عليها السلام ) سجلت بخطبتها موقفا رائدا، فهي لم تعرف المسلمين بواقعهم وظروف النكبة التي حلت بهم نتيجة رحيل نبينا محمد (صلى الله عليه وآله)، وطبيعة التحول السياسي المفاجئ الذي طرأ على المدينة ومحيطها فحسب، بل إنها أوضحت سبل التفوق والنهوض والعودة إلى الحق ومصادر العزة والكرامة، وذكَرت بالنظرية السليمة لملئ الفراغ الكبير الذي أحدثه غياب النبي (صلى الله عليه وآله) أيضا. ونجد إن أهم أسس التفوق والعودة والنهوض في خطبة فاطمة (عليها السلام)، هي: الالتزام بالإيمان والعدل وطاعة أهل البيت (عليهم السلام) وأمامتهم، التي جعلها الله سبحانه وتعالى بلطفه وعنايته قيما من القيم العظمى في تعالم ديننا الحنيف لا يمكن أن تنفك عنها أية أعمدة للحضارة. إذ قالت فاطمة: "فجعل الله الإيمان، تطهيرا لكم من الشرك... والعدل تنسيقا للقلوب، وطاعتنا نظاما للملة، وإمامتنا أمانا من الفرقة...". | |
|