يبذل الكثير من الناس طاقات ذهنية وجسدية كبيرة ومتفاوتة في سبيل تحقيق المآرب والمقاصد، ولكنهم لا يصلون إلا إلى القليل منها أو بعض مظاهرها لأسباب متعددة. وينطبق هذا الأمر على كل ألوان المآرب والمقاصد السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
أو
وكما يحقق البعض من الناس التفوق اثر ممارسات تجريبية فاشلة تصيبهم على طريق تحقيق تلك المآرب والمقاصد، هنالك الكثير ممن يحقق التفوق باللجوء إلى تحريك وتنسيق الكم المعلوماتي في جهتيه المعرفية والآلية، واستخلاص ما ينفع منها وفق احد المناهج العقلية أو بعضها أو كلها مجتمعة.
وفي كلتا الحالتين لابد من نيل نصيب من الخسائر ـ في أحسن الأحوال - تأتي على الجوانب أو الهوامش. وقد يتقدم هذا النصيب المقاصد والمآرب، وقد يتأخر عنها. إلا أن هنالك قواعد حضارية ثمينة إذا ما تميز الإنسان بها واخذ بتلابيبها، فإنه لا بد وان يحقق المعجزات على هذا الطريق. يأتي على صدارة هذه القواعد، قاعدة (تحقيق الفوز أو التفوق الاستراتيجي مقابل كل حالة إخفاق آني أو تكتيكي).
هذه القاعدة كانت ولازالت من مختصات العظماء أصحاب العقول والقلوب الكبيرة، كزعماء أفراد أو مجتمعات، رجال أو نساء، فقراء أو أغنياء، صغار أو كبار، حكام محكومين.