الشريعة الاسلامية هي حضور الارادة الإلهية في حياة الانسانية، وفي التاريخ، ذلك الحضور الذي يتجلى في الوحي القرآني، وقد تحقق ذلك للمرة الأولى بواسطة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة.
وميزة هذه الشريعة الأساسية أنها لا تفرق مطلقاً بين علاقة الانسان بالطبيعة وعلاقته بالآخرين، وعلاقته بالله، وأن مصدرها الإلهي لا يستلزم مطلقاً أي جمود، وخصوصيتها السامية وقيمتها الخالدة لا تنتهي أبداً، بل على العكس تعني صلاحية خلاقة مستمرة.
فيجب اذن أن نستخلص من انجازها التاريخ المبادئ الخالدة التي تسمح لنا بارتياد الحلول لمشكلات اليوم.
والقرآن يبين لنا دائماً الغايات التي يجب أن نبحث عنها: وهي أنه من واجب البشر في كل عصر أن يجدد الوسائل لبلوغ تلك الغايات.
ومبدأ الشريعة ليس مقتبساً من آية واحدة، ولكن من روح القرآن جميعه ومن السنة النبوية الصحيحة.